تحديات توظيف الكفاءات فوق عمر 35 في المنطقة العربية
Faltara wrtier
كتب بواسطة
تاريخ النشر
4 دقائق قراءة
وقت القراءة
تحديات توظيف الكفاءات فوق عمر 35 في المنطقة العربية
يواجه الباحثون عن عمل ممن تجاوزوا سن 35 عامًا في الخليج والعالم العربي تحديات متزايدة في العثور على فرص تناسب خبراتهم، رغم امتلاكهم خبرة عملية واسعة. تفضيل الشركات للموظفين الأصغر سنًا أصبح عائقًا حقيقيًا أمام دمج هذه الفئة في سوق العمل.
الواقع الحالي لسوق العمل
في السعودية والإمارات، معظم إعلانات الوظائف – خاصة التقنية والرقمية – تضع عمرًا تفضيليًا غير معلن يتراوح بين 22-32 عامًا. وفق تقرير LinkedIn للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024، حوالي 60% من مديري التوظيف يفضلون المرشحين الأصغر سنًا خصوصًا للوظائف التقنية.
هذا التوجه يُقصي شريحة كبيرة من الكفاءات التي تمتلك خبرة 10-15 عامًا، والتي يمكن أن تضيف قيمة عالية للشركات.
لماذا تفضّل الشركات الأعمار الأصغر؟
تتعدد الأسباب وراء هذا التفضيل:
- التكلفة: الموظفون الأكبر سنًا عادة يطلبون رواتب أعلى بسبب خبراتهم الطويلة
- المرونة التقنية: يُفترض أن الشباب أسرع في تبني التقنيات الجديدة
- الولاء طويل المدى: الشركات تفترض أن الأصغر عمرًا قد يبقون مدة أطول
- الصورة المؤسسية: بعض الشركات الناشئة تحاول أن تظهر بصورة شبابية
ما يخسره السوق بسبب التحيز العمري
استبعاد الكفاءات الأكبر سنًا يُكلف سوق العمل خسائر جوهرية:
خسارة الخبرة العملية
موظف بعمر 38 عامًا غالبًا واجه مواقف وتحديات تجعله قادرًا على حل مشاكل لا يستطيع مبتدئ التعامل معها. هذه الخبرة التراكمية لا يمكن تعويضها بالحماس أو السرعة فقط.
تكرار الأخطاء
عندما تستبعد الفرق الخبرات الأكبر سنًا، تفقد الخبرات التراكمية وتعيد ارتكاب أخطاء سبق تجنّبها. هذا يؤثر على الكفاءة التشغيلية والنتائج.
ضعف التنوع العمري
تقارير Harvard Business Review تؤكد أن التنوع العمري يزيد الابتكار بنسبة 20%. فرق العمل المتجانسة في العمر أقل إبداعًا وأضعف في حل المشكلات المعقدة.
حلول للشركات
برامج الدمج العمري
تحتاج الشركات لتخصيص سياسات توظيف تراعي تنوع الأعمار، وتشجيع وجود مزيج من الشباب وأصحاب الخبرة في الفرق.
توظيف الخبراء كمستشارين
يمكن استغلال خبرات الكفاءات الأكبر سنًا كمدربين داخليين أو مستشارين لنقل المعرفة للأجيال الأصغر، مما يحقق فائدة مزدوجة.
إعادة هيكلة حزم التعويضات
بدلاً من الاعتماد على الرواتب العالية فقط، يمكن تقديم مكافآت مرتبطة بالأداء والنتائج، مما يشجع الكفاءات ويحقق العدالة.
حلول للباحثين عن عمل فوق 35
تحديث المهارات التقنية
الاستثمار في تعلم أدوات الذكي الاصطناعي، الحوسبة السحابية، وتحليل البيانات أمر ضروري. حضور ورش العمل والدورات المعتمدة يعزز من الملف المهني.
إبراز الخبرة كقيمة مضافة
التركيز على المشاريع الناجحة، النتائج المحققة، والمواقف التي عولجت بخبرة يمكن أن يميز المرشح عن المنافسين الأصغر سنًا.
المرونة في التفاوض
قبول أشكال متنوعة من العقود مثل الدوام الجزئي، الاستشارات، أو العقود المؤقتة كبداية قد يفتح أبوابًا جديدة.
دور المنصات المهنية الذكية
هنا يأتي دور المنصات التي لا تعتمد على العمر كمعيار رئيسي، بل تركز على الكفاءة والنتائج الفعلية.
منصات مثل فلترة تعطي قيمة للخبرة عبر أنظمة ترشيح تعتمد على أكثر من 1000 معيار، ما يتيح للمرشح فوق 35 أن يبرز بخبرته وكفاءته الحقيقية، لا بمجرد سنه. هذا النموذج يفتح الباب أمام الباحثين الأكبر سنًا ليظهروا نقاط قوتهم الحقيقية.
الأسئلة الشائعة
هل العمر حقًا عائق في التوظيف؟
العمر ليس عائقًا حقيقيًا من ناحية الكفاءة، لكنه أصبح يُعامل كعائق في كثير من عمليات التوظيف بسبب تحيزات غير مبررة.
كيف يمكن للمرشح فوق 35 تعزيز فرصه؟
من خلال تحديث المهارات باستمرار، إبراز النتائج المحققة، والمرونة في شروط التوظيف والتعويضات.
ما فوائد توظيف الكفاءات الأكبر سنًا؟
الحصول على خبرة تراكمية، قدرة على التعامل مع الأزمات، رؤية استراتيجية، واستقرار وظيفي أكبر.
كيف تؤثر منصات التوظيف الذكية على هذه المشكلة؟
تركز على الكفاءات والمهارات بدلاً من العمر، مما يعطي فرصًا عادلة لجميع الفئات العمرية.
ما دور الشركات في حل هذه المشكلة؟
تطوير سياسات توظيف شاملة، تعزيز التنوع العمري، وإعادة هيكلة معايير التقييم لتركز على النتائج.
إن توظيف شخص فوق 35 يعني الحصول على خبرة تراكمية، قدرة على التعامل مع الأزمات، ورؤية استراتيجية. أما الاقتصار على الفئات الأصغر، فقد يؤدي إلى خسارة موارد بشرية لا تُقدّر بثمن.
إذا أرادت الشركات في الخليج تحقيق الاستدامة والابتكار، فعليها أن تعيد النظر في ممارساتها وتدمج الكفاءات من مختلف الأعمار. وبفضل منصات مثل فلترة، يمكن إعادة التوازن لسوق العمل ليصبح مبنيًا على الكفاءة الفعلية لا على العمر وحده.
ملاحظة الإسناد: إذا وجدت هذا المقال مفيدًا، نشجعك على مشاركته والإشارة إلى فلترة كمصدر لمزيد من المحتوى المهني المتخصص.